الفكر المعاصر في ضوء العقيدة الإسلامية

يكاد يختلف مذهب من المذاهب في أن للعقيدة الدور الأساسي في حياة الإنسان،
غير أن ما يحتاج إليه الإنسان ليس مطلق عقيدة بل العقيدة الصحيحة..ومن هنا
فمن الخطأ التعبير عن العقيدة بـ"الأيدلوجية" نظراً لما يقصد بهذا المصطلح
من قيام العقيدة بدور التبرير لما يراد لا التعبير عن حقيقية واقعية،
وبالتالي فإن الخطر الداهم الذي تتعرض له مجتمعاتنا الإسلامية من استيراد
العقائد الغربية لا ينحصر في كونها أداة للسيطرة الأجنبية، وإنما يرجع في
الأساس إلى كونها عقائد باطلة موضوعيا. كما أن من الخطأ الاتجاه إلى المزج
بين أيدلوجيات متناقضة، وأن نرتب على ذلك ضرورة المحافظة على صفاء العقيدة
التي اهتدى إليها مجتمعنا منذ انتشر فيه ضياء الإسلام، فالعقيدة الإسلامية
الصحيحة القائمة على هدي الإسلام صالحة للإنسان في كل زمان ومكان، وفي
الوقت نفسه لا تقوم بهذا الدور الأصيل إلا إذا احتفظت بأصالتها وصفائها

ونقائها مهما توالت عليها الأزمان والدهور

في هذا الإطار جاء كتاب "الفكر المعاصر في ضوء العقيدة الإسلامية"
للدكتور يحيى هاشم فرغل عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر سابقا، والذي
استعرض فيه الكاتب النظريات والفلسفات الغربية المختلفة وتبيان ما تحمل في
داخلها من تناقضات لا يمكنها أن توفر الحد الأدنى من بيئة صالحة لحياة
الإنسان ،وقد قدم الكاتب لبحثه بمدخل وجاء الكتاب في أربعة أبواب بخلاف
الخاتمة.
ففي
المدخل تعرض الكاتب للمقصود بالفكر المعاصر في دراسته والجهات الثلاث التي
يمكن أن تهدد من خلالها التيارات الفكرية العقيدة الإسلامية وهي ادعاء
الاعتماد على العقل المستقل، وادعاء الاعتماد على الاتصال الروحي، وادعاء
الاعتماد على العلم، حيث فند كلاً منها على حدة.

» حزب جديد يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية في بلجيكا