تزامن مع المطالبات بالحرية والعدالة

تزامن

مع المطالبات بالحرية والعدالة التي اجتاحت الشعوب والمجتمعات العربية، مطالبات أخرى

من نوع جديد أكثر تعقيداً وفلسفة؛ وهي مطالبات المثقفون بتحرير عقول الإبداع وتكسير

قيود العهد السابق من الأنظمة الشمولية، مطالبات بحراك فكري عربي، وهو أكد عليه العديد

من الكتاب ومفكرو المجتمع العربي.

إشكاليات الفكر المعاصر

- لخص
الكاتب مونيس بخضرة الإشكاليات التي تعترض طريق الحراك الفكري العربي

الراهن، ومن أبرزها إشكالية جدوى ما يتم إنتاجه من فكر حلولي لتوجسات الراهن

العربي بأزماته وإخفاقاته وتمزقاته وتقلباته، وعلى الرغم من الإيمان العميق، على

أن هذه التوجسات هي توجسات عامة، الكل معني بها، إلا أنها ظلت ملقاة على عاتق

النخب العربية بكل حدة أكثر من غيرهم من الأطياف، بما أنهم في طليعة المجتمع

مجابهة مع هكذا إشكاليات، وهم معنيون أكثر من غيرهم على حلحلة ما تفرزه المجتمعات

من عقد ومشاكل وأزمات، بما أنهم يقودون المجتمع قيادة ثقافية، في وقت لم يعد فيه

الفرد العادي ينصت للمثقف، مؤكداً على أنها من أكثر إلاشكاليات كونها تطرح أزمة

تواصل بين الفرد والمثقف وبين المثقف والفرد، وطبيعة المعرفة المتداولة بينهما،

فكلاهما لم يعد يفهم الأخر، مما يعكس مدى تعقد مواضيع هذه الإشكاليات، بما أنها

إشكاليات حضارية عميقة الكل متورط فيها بقصد أو بغير قصد.

ضألة الإنتاج العربي المعاصر

- أما
الكاتب جمال الهنداوي، فقد أكد على حالة الضعف في مساهمة الثقافة العربية
في الجهد الفكري الإنساني العالمي، وغياب التفاعل المنتج المثمر للمبدع العربي مع
حركة التدافع الحضاري التاريخي، والاكتفاء بدور المتلقي العاجز المستقبل للمنجز الإبداعي
للآخر، حين ذكر بما كانت تشهده الثقافة العربية من خلل وانعدام للتوازن وتقاعس
مؤسف، حيث كانت تلك هي الصفة التي يمكن إطلاقها على هذا الوضع الذي يعبر عن تبعية
واتكالية، قد تكون شديدة الوطأة على المشهد الثقافي العربي ولا تليق بالثقل الإبداعي
لمفكريه، إلا إنه لم ينكر المحاولات التي بذلها المثقفون في محاولة فهمه وتبريره
وتعليل مسبباته، والتي غالبا ما كانت تحال إلى اتهام الأخر بالتآمر على العقل
العربي والسعي إلى إبقائه داخل قوقعته المحلية، ومقاومة محاولاته في التوشج مع
الفضاء الفكري الإنساني، وهي التبريرات التي كانت تنهك الأمر بحثا وتحليلا، ولكنها
تتغاضى تماما عن مسؤولية ثقافة التلقين التي كانت العلامة الفارقة التي تسم الحراك
الثقافي العربي المحكوم بفضاء ومحددات العقيدة بصورتها السلفية المنغلقة.

الطابع القبلي للثقافة العربية

- وقد وصف المفكر والروائي
والكاتب المغربي عبد الله العروي الثقافة العربية بأنها ثقافة خارجية عن
المجتمع الحضري، فهي ثقافة قبلية تنتمي إلى المجتمع البدوي ثقافة مجتمع ميت، لأنها
تمثل نظاماً فكرياً مقفلاً، ومن هنا منشأ النظام اللغوي ونظام النحو والصرف، ثقافة
انتفاعية لكونها وسيلة لكسب العيش، ثقافة استهلاك وتمتع، فهي فلكلور تسلية وخرافة
لمجتمع حي، ثقافة الانشطار الداخلي، الذي يضطر حاملها إلى الانشطار إلى قسمين: أحدهما
باهر واضح يمثل الماضي، والأخر معمم غير شفاف يمثل الحاضر، فأحد الشرطين ذاته هو
نفي الأخر.

التجاوب الثقافي مع الحراك الشعبي

- بينما
تساءل الكاتب جورج الفار عن ردة فعل المثقفين العرب أمام الثورات الشعبية، والمنعطفات التاريخية التي

تعيشها منطقتنا العربية؟ فهل سيقابلونها بالترحاب ويسارعون إلى مواكبتها

بثقافة جديدة؟ وهل سيصنعون، هم أيضاً، ثورتهم الثقافية، ويفتحون الأفق واسعاً أمام

هذه الثورات المجيدة؟ لا يمكن أن يحدث هذا إلا إذا استطاع المثقفون تثوير الثقافة

العربية وتحديثها من داخلها.

فلم تعد ثقافة الاستسلام تنفع لهذا الزمن الجديد، كما لم تعد ثقافة

الاسترزاق ومدح السلطان ذات فائدة، كما لم تعد ثقافة التقليد واجترار الماضي،

ثقافة صالحة لهذا الزمن الجديد.

أما
الكاتب بطرس الحلاق، فقد أشار إلى أن ثورة العقد المدني المتفتقة في هذا

الربيع العربي الذي طال انتظاره، استكمالاً للنهضة في شكل قطيعة مفهومية كاملة: لا

تنسخها بل تعيد تأسيسها بقلب مسارها رأساً على عقب، انبثقت من وعي الشبيبة

المتعلمة، أي خريجة الجامعات والمعاهد العليا بكفاءاتها المهنية وثقافتها العامة،

وفاجأت المثقف بأطيافه كافة قامت من دون المثقف بوصفه موجهاً للرأي العام، صحافياً

كان أو داعياً إلى تيار فكري أو حزبي، مشيراً الى أن هذا الوضع إلى إعادة النظر في

طبيعة الثقافة وحكم المثقف منذ قيام النهضة الحديثة، لا من باب نقد الذات، بل

وعياً لمسار اطمأننا إليه اطمئنانناً إلى مطلق بدل أن نتقراه باستمرار على ضوء

الواقع المستجد

تزامن مع المطالبات بالحرية والعدالة Wel172

نرجو من الله ان يكثر من امثالك يابطل

» تزامن مع المطالبات بالحرية والعدالة
» كم يسرني ان اكتب بالحرية واقول قول الحق